الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

الفرقان

أول 3 آيات تبجيل وذكر للرحمن فيها التالي :
1) تبارك الذي نزل الفرقان على عبده :  نزل وليس أنزل ، بمعنى تكرار النزول على على فقرات كثيرة متتالية وليس أنزل التي تفيد النزول دفعة واحدة.
2) تبارك الذي نزل الفرقان على عبده : على تستخدم أكثر الأحيان على الفرد فلو كان بدل كلمة عبدة  عبادة لكان الأقرب أن تكون إلى عبادنا إلا أنها ليست صفة ملزمة .
3) تبارك الذي نزل الفرقان على عبده : عبده مربكة فهي في الكهف "الحمد لله الذي أنزل على عبده"  وهنا هيا مقدمة على القرآن.
4) ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا : القرآن الكريم يقدِّم النفع على الضر فى سياقات الدعاء والعبادة؛ لأن النفع فى هذه الأحوال أهمُّ، بينما يقدِّم الضر على النفع فى سياق المُلك والقدرة؛ لأن دفع الضر فى هذه الحال أوجب وأولَى من جلب النفع، وهنا الحديث عن كل معبود غير الله فالضر هو المناسب للتقديمز
تلاها 6 آيات فيها هجوم كلامي واتهامات ضد  رسول الله (ص) من قبل الكفار والله يدافع عنه بالقرآن فمرة زعموافيها  أن القرآن إفك وأنها تتلى عليه من بشر، فرد الله سبحانه وتعالى "فقد جائوا ظلما وزوا" .
في آية أخرى "وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ( 103 )"
بيانا أن الشخص الذي يدعون أنه يعلمه القرآن شخص لا يتقن العربية بشكل جيد فكيف يملي عليه القرآن وفي دليل آخر أن الرسول (ص) أمي لا يعرف القراءة والكتابة الأساسيان لإبداع اللغوي والدليل الثالث الآية الكريمة "وما علمناه الشعر وما ينبغي له"

 ثم ادعوا فقالوا "وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا" فرد الله عليهم "قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا" ووصف الله نفسه بالغفور الرحيم جاء تنبيه وترغيب بالكف عن المكابرة والهجوم واتباع أمر الله طلبا لمغفرته ورحمته.

تلاها أدلتهم على كذبه وهي مذكورة أكثر من مرة في القرآن :
1) أنه بشر يأكل الطعام و يمشي في الأسواق.
2) لم لا ينزل مع ملك يدل على نبوته.
3) لم لا يلقى إليه كنز من السماء.
4) لم لا تكون له جنة يأكل منها .
تلاها الحكم بأنه مسحور ، وهو لفظ جديد على قريش وإن كانت الأمم السابقة أتهمت به رسلها ، فالمسحور بريء من سوء عمله لأنه أصابه سحر فألزمه بما فعل، وغالب تهمهم له أنه كاذب أو شاعر أو شاعر أو مجنون.
هنا رد الله سبحانه وتعالى بسخف طلباتهم وخاطب الرسول (ص) وأعطاه خيار أن يقدم له جنات تجري من تحتها الأنهار وقصور وإن شاء أخرها الله له فاختار الرسول (ص) الآخرة وليس غريب على رسول الله (ص) فقد خير في احتضاره بين أن يعيش منعم بالدنيا حتى يوم القيام أو الموت ولقاء ربه فأختار الموت خاصة أن ميتته كانت شهادة لأنه ما بأثر متأخر للسم الذي وضعته اليهودية المتزوجة من الصحابي المسلم في خيبر كما أخبرنا رسول الله (ص) .
بعدها بدأ الله سلسلة  من التهديد والوعيد ضد المشركين الذين تنكروا لدعوة الله وهي كالتالي :
أولا تهديد للذين تعدوا بالكلام والفعل على رسول الله (ص) خاصة في 4 آيات وضح سوء عاقبتهم في النار ثم زاد عليها تبين حسن عاقبة المؤمنين في آيتين وذلك لزيادة تعزيرهم. فالمخاطب الأساسي هم الكفار ولذا تم اغتضاب متاع الجنة.
ثانيا تفصيل ما يقول المتهمين الأبرياء بادعاء اللألوهية من البشر والأصنام الأبرياء وفي التاريخ أذكر منهم عيس بن مريم وأمه و علي بن أبي طالب وأبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب ونبي الله العزير عليه السلام والكثير من الأنبياء والملائكة  الذين عبدوا دون أمرهم أو تخييرهم ولو لفترات يسيرة ، و وفي 3 آيات فصل الله عز وجل تبرأتهم لأنفسهم وحال من عبدوهم تقريعا وتوبيخا للملفقين .
ولكن ليست المرة هذه شاملة بقدر غيرها ولقد افردت لتبرئة عباد الله الصالحين بشكل جماعي، ويوجد تبرئ فردية لعيسى بن مريم خاصة و أخرى للملائكة خاصة و وليس كل من عبد من دون الله مبرئ قال عز من قائل إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون (98) لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون ( 99 )) وهي خاصة بمن يعبد بإرادته ورغبته بالإضافة لكل غير حي يعبد من دون الله ولا أدري حكم ما له روح  كالحيوانات وما ليس له روح كالشجر.
تلاها طبيعة الأنبياء البشرية ، في آية واحدة رقم (20) وهي مكررة عدة مرات بالقرآن وملازمة أكثر الوقت مع إتهام الرسول (ص) بأنه بشري ولذا لا يمكن أن يكون نبي، وهو إصرار شديد من جميع الكفار أن الرسول ينبغي أن يكون ملاكا وه, ما لم ولن يحدث أبداً كما ورد بالقرآن مراراً. 
تلاها تعزير كل من لا يؤمن بالآخرة عموما وشرطهم المتكرر رؤية نزولالملائكة أو الله عز وجل شخصيا واستهزاء الله سبحانه وتعالى من طلبهم لسخفه، فقد أرسل الله عز وجل 124 ألف نبي هم خير البشر أجمعين ما كلمه منهم بالأرض إلا موسى عليه السلام ولذا لقب كليم الله وما لقاه شخصيا غير الرسول (ص) حين أعرج فيه للسماء السابعة، ويأتي هؤلاء الكفار عبدة الضواغيت ويطالبون بالمقابلة الشخصية، ما أعلم أحمقا قط يطلب مقابلة رئيس العمل قبل أن يعمل فيه فما بالك يشترط رؤية الله سبحانه وتعالى أو ملائكته قبل أن يرضى بالعبادة كأنه المتفضل بقبول القيام بها وهو من أعظم الكبر و أشد درجات الغباء على الإطلاق.
ثم قرعهم لكبرهم وتوعدهم برؤية الملائكة يوم القيامة وبأنه سيكون أسوء يوم بحياتهم ثم في الآية الثالثة توعدهم بإحباط كل أعمالهم الصالحة ثم عاد بالآية الرابعة ذكر جزاء الصالحين بشكل مغتضب وعيد للكافرين، ثم بالآيتين التاليتين ذكر مشهد يوم القيام ونزول الملائكة بالتوالي وبأعداد مخيفة وهو إظهار عظمة الله وقدرته لمن للمستكبرين (أكثر شيء يحتقره الله عز وجل الكبر فلذلك تم التخصيص في هذه الآيات).
الله سبحانه وتعال توعد عدة من كفار قريش شخصياً بالعذاب في جهنم أذكر منهم:
1) أبو لهب رغم أنه عم الرسول (ص) وذلك في سورة المسد .
2) أم جميل زوجة أبو لهب في سورة المسد .
3) عتبة إبن ربيعة.
4) أبو جهل فرعون أمة الإسلام.
الخامس عقبة بن أبي معيط وهو مذكور هنا شخصيا وكان أول مرتد عن الإسلام وإن كان إسلامه لم يزد عن يوم وهدد بالعذاب هنا وقد كانت نهايته في بدر خيث أسر وأمر رسول الله (ص) فقتل صبراً.
ثم الآية التالية بين شكوى رسول الله (ص) لهجر المشركين سماع القرآن فواساه ربه في الآية التالية وبين له أنه هذا حال جميع المشركين وفي الأمم السابقة .
ثم ذكر إعتراض المشركين الاعتيادي على عدم نزول القرآن دفعة واحدة (باللفظ جملة) ووضح عز وجل السبب كما قال المفسر "قوِّي به قلبك وتزداد به طمأنينة، فتعيه وتحمله، وبيَّنَّاه في تثبت ومُهْلَة", وقد تتدارس العلماء أسباب التنزيل وأوقات النزول والترتيب الزمني والمكاني وكل هذا جزء لا يتتجزأ من التفسير الصحيح لآيات القرآن الكريم.
ثم أردف سبحان من قائل تقرير أنه مهما أتوه من أسئلة يحاولون تعجيزه بها فإن الله يرد عليهم بالحق وأحسن تفسيرا ، ثم أتبع الله بمصير هؤلاء الذين يضربون له الأمثال بأنهم يكبون على وجوههم في النار وأن مقرهم في جهنم الأسوء وهم الأضل عن سبيل الله.
يوجد تفسير واضح للآية وأكره أن أعراض العلماء ولكن تلقيبهم الله الذين يكبون على وجةههم إلى جهنم توعد ليس فقط لهم بل إلى كل من يتفنن في إيجاد المسائل لمحاولة إنكار الرسالة القرآنية و هنا حسب ما عقلت : "الآن وأنت حي كل ما جائوك بمثل أنزلنا لك الحق المفسر لاعتراضاتهم وبعد موتك سيبقى في هذا القرآن ما يفسر إعتراضات اللاحقين ويفندها بواسطة ورثتك من العلماء وكل من يحاول تفنيذ هذا القرآن وإنكاره ويموت على ذلك فجزاءه الخلود في جهنم وعيد محقق من الله عز وجل" والله أعلم.
بعد الآيات المحير من 32 إلى 34 يبدأ الله السرد القصصي الممتع والسهل الحفظ وهو من الترويح القرآني الذي أعطاه الله عز وجل للمسلمين وهو مما قال سبحانه وتعالى فيه سورة يوسف "لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)" .
6 أيات ذكر فيه باقتضاب تذكير وليس تفصيلي 
أولا موسى وهارون ووصف هارون بوزير موسى دلالة على مكانة الرسل فوق بقية الأنبياء فهارون الأخ الأكبر وكلاهما نبي هذا غير ذنب موسى بقتله المصري خطأً لكن نزول الرسالة على موسى جعلته القائد بينهما.
ذكر موسى يأت خارج النص فانتقالا من الحديث عن القرآن تم ذكر نزول الكتاب على موسى فجاء سياق الحديث، فهو حديث الله يسوق بعضه خلف بعض وهو من أجمل ما في القرآن السياق المتتابع.
ثم جاء دور نوح ثم عاد وثمود ثم بثية الأمم لاي نقص من هذا السياق غير قوم صالح وقوم شعيب وهو سياق مفصل في سور أخرى وإنما جاء ذكرهم هنا دلالة على قصر مدة الأمة المحمدية بالمقارنة، بما يراه وواجه النبي الأمي لا شيء مقارنة بما سبق فهو في آخر جزء في قصة البشرية وذلك لتهوين كل ما سيواجهه ونحن نعلم من السيرة النبوية من الصعاب الذي واجهتها الرسالة والتي كان أقساها عام الحزن بمكة واقرأ إذا شأت : " ص: 310 ] فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل ( 12 )" وص: 112 ] ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ( 74 ) إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا ( 75 ) 
تلا ذلك خمسة آيات تحدث الله عن حال الرسول (ص) مع الكفارواستهزائهم به وبرسالته تلاها استهزاء الله عز وجل منهم وهنا أرى شيئين :-
1) تكرار طريقة الإستهزاء إذا نراها في الآيتين (وَإِذَا رَآكَ الّذِينَ كَفَرُوَاْ إِن يَتّخِذُونَكَ إِلاّ هُزُواً أَهَذَا الّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ * خُلِقَ الإنسان مِنْ عَجَلٍ سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ ) وهي مما قد تسبب اللخبطة.
2) الخلة: فالله عز وجل يحادثه بالقرآن ويسري عنه ويتهزاء بأعداء رسوله وهو من دلالات أن رسول الله (ص) خليل الرحمن مثل جده أبراهيم (ص) .
تلاها 6 آيات في إعجاز الله في الخلق 
1و2) الظل في آيتين، وقد أزعجني تفسير هذين الآيتين كثيرا فبحثت فوجدت خير تفسير لهما وهو أن الظل المقصود هما ظلين الليل والكسوف فلو جعل الله ظل الكسوف دائما أو دأبقى أوقف دوران الأرض فظل وجه مقابل الشمس وآخر مغاير له أمد طويل لأنتهت الحياة على وجه الأرض.
وللمتابع يجد الجواب في ملتقى أهل التفسير.
3) الليل ثم النوم ثم النهار
4) الرياح ثم المطر.
5) إحياء الأرض الميت وسقاية الأنعام والبشر.
6) تصريف الله للمطر بين الناس ومع ذلك أبى أكثر الناس إلا الكفر
الآية التالية معبرة، إذا بين الله عز وجل أنه لو شاء لأرسل في كل قرية نبي، وبالفعل في القرون الماضية قبل عيسى عليه السلام بعث الله عز وجل 124 ألف نبي منهم 312 رسول وهذا يدل على أنه النظام السابق الذي أوقفه الله سبحانه وتعالى، وأحسب التوقف مع نزول التوراة إذ أعقبها توقف التدمير الشامل للقرى المكذبة للرسل. 
ثم في الآية التالية نهي عن طاعة الكفار وحض للرسول (ص) على جهاد الدعوة وسماه الجهاد الكبير و هذا تفخيم و مدح عظيم لهذا الجهاد.
7) ذكر  مرج البحرين والبرزخ بينهما وهي معجزة مذكورة في فاطر بتفصي أكبر وذكرت بسورة الرحمن باختصار.
8) معجزة خلق البشر من المني وهي معجزة لا يزال البشر في تقليل لقدرها رغم إعجازها. وقد تكرر في سور عدة منها الطارق . سبحان القدير
تلاها التعريض بعبادة الضواغيت وهنا ذكر الله عز وجل النفع  قبل الضر ووصف الكافر بالظهير ضد الله، وهي صفة عدائية دائمة.
اية "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا(56)" الصفة الدائمة المكررة لكل الأنبياء فالهدف الجامع لهم التبشير والإنذار وليس المحاربة وفي هذا تفصيل عند العلماء لم أتتبعه.
فالآيتين مكملتين لبعض.
الآيات الأربعة التالية تحمل البشارة والنذير وفيها سجدة وتبدأ البداية الإعتيادية للرسل قل ما أسألكم... فأول ما يفيد الأنبياء أنهم غير طالبي للمال وذلك لحرص البشر الشديد عليه.
ومن تفاهات المشركين استعباطهم أن كل إسم من أسماء الله الحسنى يعني إلها مختلف وهو يدل على شدة الغباء أو الإستغباء فما من ملك إلا ويتخذ الألقاب وبعضهم يغير إسمه لياسب الملك وكلهم عبيد لله عز وجل.
بعد السجد 17 آية متواصلة لو شاء الله لجعلها سورة منفردة بذاتها بدأت بالتبجيل للخالق ثم مرت الآيات تذكر صفات عباد الله المؤمنين بما يفعلون وما يجتنبون من الكبائر وظهر الآية التي تثبت تحول كل السيئات إلى حسنات بعد الإسلام ولا أعرفها إلا هنا على علمي و سجلت أدعية قرآنية تلزم المؤمنين الدعاء بها ثم ختمت بإثبات أن الدعاءهي الصلة الوحيدة لنا مع الله عز وجل فمن تركها لا يعبأ به الله .